لا وجود للإنترنت المجاني (شرح لمفهوم عدم الخضوع للضريبة)

Languages: الإنجليزية, البرتغالية , الفرنسية, الأسبانية

تسلّط نشرة Web We Want الخبرية، الضوء على أحد المواضيع البارزة، فتفيدك بما يجب عليك معرفته في 3 دقائق أو حتى أقلّ.

ما الذي يجري؟

ما من شيء  كالانترنت المجاني. عندما يقدم لك مشغل الموبايل الذي تتعامل معه، انترنت مجاني في بعض الحالات، فذلك يعني أنه هو أم مزود المحتوى، من يأخذان على عاتقهما تسديد هذا الجانب من الفاتورة.

ما الذي قد يدفعهما للقيام بذلك؟ السبب يمكن في كونهما يتنافسان على كسب نشاطك أو اعمالك وعلى اسقتطاب انتبهاك أوحتى على معلوماتك الشخصية. قد يكون الحرص على مصالحك جزء من المعادلة (لا تكن متهكماً لهذه الدرجة!)، نظراً لكون تخفيض كلفة الانترنت يساهم الغير ميسورين مادياً من الناس على استخدامه.

هاذا ما يسمى بالزيرو ريتينج zero-rating أو عدم الخضوع للضريبة. فيس بوك بيسيكس Free Basics أو برنامج تشغيل الفيسبوك بالمجان، لأحد أبرز هذه الامثلة وأكثرها جدلية. بيد أكثر من نصف مشغلي الهواتف المحمولة، باتوا يقدمون اليوم عروض و باقات بيانات أو انترنت  أو حتى تطبيقات معفية من الضريبة، تتيح استخدام واستفادة مجانية لخدمات كويكيبيديا وواتساب أو تويتر.

ولكن هنا تكمن لبّ المشكلة: إن اتاحة النفاذ بشكل مجاني لبعض الأجزاء من الشبكة العنكبوتية، فقد دون سواهم، ليشكل سابقة خطيرة لجهة تجزيء الانترنت بحسب العملاء أو مستخدميه ( مثلاً محتوى مختلف لشرائح مختلفة من الناس)، مما يمنح الشركات سلطة كبيرة في تحديد نشاطتنا الرقمي.

هذا ويخال العديد أن فيسبوك يختصر الانترنت أو الانترنت هو حصرياً فيسبوك. لليس للبعض الآخر أدنى فكرة أن فيسبوك أصلاً على الانترنت. ما العمل إذا كيف نمكّن الجميع فيدركون أنّ هناك المزيد؟

 من الذي يتحرّك إزاء ذلك؟

سنت العديد من الحكومات قوانين لحماية ” حيادية النت” ( مثلاً وجوب تساوي كل المحتوى)، مما يؤشر أن بعض أشكال الإعفاء الضريبي تنتهك حقوق المستهلكين في الاستفادة من الويب المفتوح.

وفي حين هناك شبه إجماع لدى مناصري الحقوق الرقمية على أهمية حيادية النت القصوى في ردم الهوة الالكترونية، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، فيما يمكن لهذا المبدأ التعايش وتلك الخدمات الغير خاضعة للضريبة الشائعة و بالتالي زيادة المنافسة بين المزودين وفي نهاية المطاف تخفيض الاسعار للجميع.

في هذا السياق، تبرز الحاجة لمزيد من الابحاث لمساعدتنا على فهم كل من التهديدات والفرص. فنتساءل على سبيل المثال، على الانعتاق الضريبي عملياً فعّال في توليد مستخدمي انترنت جدد؟  أجرى ” التحالف لإنترنت ميسور الكلفة – The Alliance for Affordable Internet (A4AI)، مسحاً شمل 8 بلدان و8000 مستخدم للانترنت الجوال، فكانت نتيتجته أنه فقط 1 من أصل 10 أشخاص يستفيدون من خدمة انترنت غير خاضعة للضريبة للمرة الأولى.

للملايين ممن يرغبون بالاستفادة من كامل مزايا الشبكة العنكبوتية من دون تكبّد أية مصاريف، فهناك العديد من التطبيقات التي تقدّم نوع من باقات البيانات مقابل الدعايات وتحميل التطبيقات أو حتى تبديل رنات الهاتف. ولكن من جهة أخرى، يشكل البعض من هذه التطبيقات كابوساً فيما يتعلّق بالخصوصية ويحفظ معلومات شخصية وسكلوك رقمي كبيرة لدرجة قد تريح المستخدم (فيما لو درى بذلك).

يشير كريس مارسدن من جامعة سوسيكس، في تقرير حول التشريعات المتعللّقة باللاعفاء الضريبي للانترنت و حياديته في عدة دول، إن المناصرة في سبيل حيادية النت لمهمة إزاء توجيه مبادرات الاعفاء الضريبي للنت وغيرها من المشاريع ذات الصلة، للذرب الصحيح بما فيها الحق بالخصوصية.

ورداً على فري بايسيكس Free Basics، الذي اجتذب انتقادات لاذعة لعدم اتاحتهتم اتاحة كاملة للانترنت وحماية الخصوصية بالرغم من ادعائهم جلب الانترنت للشعب، فقد شهدنا آراء بناءة لأندرو مك لالاين ونانجيرا  سامبولي وستيف سونغ.

 ما الذي بوسعي القيام به؟

•  في نهاية المطاف ومهما يكن، فالوسيلة الوحيدة لجعل أسعار الانترنت مقبولة ولنشر الشبكة العنكبوتية عالميا، تكمن في دفع حكومتك إلى سنّ سياسات أفضل و المبادرة إلى التزامات أفضل في مجال تقنية المعلومات.
•  يعتبر الانترنت العام المجاني أو الواي فاي العام المجاني أفضل وسيلة لمن تعجز عليهم باقات الانترنت الجوال. ساهم في خلق نقاط واي فاي عامة مجانية حيثما تستطيع.
•  قبل أن تكوّن رأياً حول خدمات رقمية غير خاصعة للضريبة كفري بايسكس، حمّل التطبيق و بعدها احكم. فهذا ما قام به صديقنا نانيجرا.
•  تؤثر النضالات في سبيل حيادية الانترنت على القرارات في دول أخرى كذلك الامر. انخرط في اي نشاطات محلية للدفاع عن الانترنت المفتوخ واسعى لاتخاذ قرارات واعية في هذا الاطار.